صفقة عيدان... استثمار مشترك؟!

الجندي الإسرائيلي المحتجز لدى حماس عيدان أليكساندر

 

 

 

أحدثت صفقة عيدان دوياً هائلاً على مستوى العالم، وذلك لعدة أسبابٍ منها..

أنها شكّلت اختراقاً مفاجئاً لجمودٍ طويل الأمد، تعطّل فيه مسار التفاوض حول وقف الهدنة والتبادل، ومنها كذلك أنها تمت عشية الزيارة التي يقوم بها الرئيس ترمب للسعودية والإمارات وقطر، ومنها كذلك وهذا هو الأهم بالنسبة لإسرائيل، أن الصفقة تمت من وراء ظهرها، ومن خلال مفاوضات مباشرةٍ بين الإدارة الأمريكية وحماس.

إدارة ترمب ومثلما سوّقت الاتفاق مع الحوثي كانتصارٍ تمّ إحرازه بما يستحق الاحتفاء به، تسوّق الإفراج عن عيدان على أنه واحدٌ من الانجازات التي يحتاجها الرئيس لتعديل المزاج الأمريكي تجاهه بعد أن ظهر جلياً أن جزءً كبيراً منه ابتعد عنه.

أمّا حماس فهي تقيم وزناً كبيراً ويراه غيرها مبالغاً فيه، لفكرة أن تفاوضها مع الإدارة الأمريكية بصورة مباشرة هو إنجازٌ كبير لما تراه اعترافاً ثميناً بها، وهذا يمكنها من حجز مكانةٍ بأي مستوىً في اليوم التالي.

لقد تنازلت حماس عن حكم غزة، كما كان الأمر عليه قبل السابع من أكتوبر 2023، إلا أنها ما تزال ترى إمكانيةً لأن تعوّض التنازل عن الحكم المباشر، بنفوذٍ فعليٍ من خلال بدائله.

إلى أين يصل هذا الاستثمار المشترك على صغر حجمه وضخامة الإعلام المحيط به؟ الجواب بجزءٍ منه عند نتنياهو الذي سمح بوقف إطلاق النار لمجرد إتمام عملية الإفراج عن عيدان، ليستأنف بعدها حربه على غزة وفق مبدأ التفاوض تحت النار.

وجزءٌ آخر من الجواب عند ويتكوف صاحب مبادرة الإفراج عن جميع المحتجزين، وأيضاً تحت النار، باستثناء هدنٍ محدودة الزمن لا تُلغي الأجندة المشتركة بين الأمريكيين والإسرائيليين وأساسها تخلّي حماس عن سلاحها.

المبالغة في الترويج هي المعطى الأهم لصفقة عيدان، ذلك لحاجة طرفيها لهذه المبالغة، أمّا ما سينجم عنها من حقائق سياسية، فهذا أمرٌ من المبكر قراءته قبل رؤية أي دخان يُشاهد من الرياض بعد الزيارة التي تبدأ غداً.

 

 

 

Loading...