موقع واللاه - وزارة الامن والجيش يستعدان بالفعل لما بعد الحرب الطاحنة مع إيران، ولانطلاق سباق تسلح ضخم في الشرق الأوسط، حيث ستسعى دول المنطقة إلى سد الثغرات التي كشفتها الهجمات المتطورة التي شنتها إسرائيل على إيران واليمن، ويحذر مسؤولون أمنيون بانه سيكون على وزارة الامن والجيش احضار أدوات جديدة وأكثر تطورا إلى ساحة المعركة، وتجري حاليا من خلف الكواليس عملية واسعة النطاق، لبناء قوة الجيش الإسرائيلي للسنوات القادمة، بقيادة المدير العام لوزارة الامن، ونائب رئيس الأركان، ورئيس قسم التخطيط في الجيش، ويأتي ذلك على خلفية الكشف عن التقنيات الإسرائيلية في ساحات القتال، ومنافسة التعلم وخاصة من الإيرانيين، الذين سيحاولون فهم كيفية التصرف ضد الجيش والاستعداد للمستقبل.
أبرز العناوين: رفع مستوى القدرات القتالية للجيش إلى مدى 2000 كلم من حدود إسرائيل، بما في ذلك توسيع نطاق الطائرات والذخائر التي كانت مفقودة في بعض أجزاء المعركة، وإضافة سفن، وتطوير أنواع جديدة من القنابل، ووسائل الكشف والإنذار والتحكم، وتطوير مفاهيم التشغيل، والتقنيات السرية، والتزود بالوقود، وزيادة مخزون الصواريخ الاعتراضية، وتطوير أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك أشعة الليزر الأرضية والجوية، وحلول للتعامل مع الطائرات المسيرة الثقيلة، بالإضافة إلى ذلك التركيز على التحسين التكنولوجي للوسائل الحالية.
وبالتوازي مع ذلك من المتوقع تعزيز القوات البرية بشكل كبير في مجال الدبابات، وناقلات الجند المدرعة، ومراكز جمع المعلومات الاستخبارية، وأنظمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبنية التحتية للتدريب، وحماية المعسكرات، وزيادة المخزونات، وتقليص الفجوات بين المعدات الشخصية للجنود النظاميين والاحتياطيين، ووفقا للجيش تعمل الصناعات الدفاعية في جميع أنحاء إسرائيل على مدار الساعة لتلبية الاحتياجات، ويتم توسيع المصانع الكبيرة.
وتشير المؤسسة الامنية بفخر إلى أن عملية القضاء على عدد من العلماء النوويين في قلب إيران في الليلة الأولى من الحرب، والتي حملت الاسم الرمزي "نارنيا"، كانت نتيجة تخطيط استغرق عقدين من الزمن، وحلول فريدة من نوعها تم تطويرها من قبل ادارة البحث والتطوير للأسلحة والبنية التحتية التكنولوجية، وبالتوازي مع ذلك من المتوقع أن يقود وزير الامن، يسرائيل كاتس، استثمارات واسعة النطاق في البحث والتطوير لأنظمة أسلحة رائدة، بالتعاون مع الصناعات الدفاعية وفي ظل شروط تقسيم صارمة، ووفقا لمصادر أمنية، كان الكشف عن الأسلحة المتطورة من أبرز المخاوف التي برزت خلال الحرب، والآن، نظرا لقدرة العدو على التعلم والتكيف، يجب تطوير أسلحة سرية جديدة للجولة القادمة.
وقد بدأ الجيش ووزارة الامن بتعزيز أنظمة الدفاع الجوي، وذلك بعد حادثة مدينة بات يام، حيث تسبب صاروخ باليستي إيراني بأضرار لـ 102 مبنى شاهق، بلغت قيمتها حوالي نصف مليار شيكل، كل هذا في ظل كون تكلفة كل صاروخ اعتراضي تبلغ 15 مليون شيكل، وقال نتنياهو خلال زيارته لمستشفى سيروكا الذي تضرربشدة جراء اصابته بصاروخ، انه يريد زيادة الصواريخ الاعتراضية والبطاريات من مختلف الأنواع، الامر الذي سيحسن من قوة الدفاع الإسرائيلية، لأن الأنظمة تعمل بكفاءة عالية من حيث الأعداد.
الجسر الجوي العسكري من الولايات المتحدة بدأ في 7 أكتوبر، الا انه على عهد ترامب لم يتوقف على عكس ما حصل في عهد بايدن، ويزعم البعض أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، تم نقل كميات كبيرة من المعدات وأنظمة الأسلحة من أمريكا ومناطق أخرى الى اسرائيل، أكثر مما نك نقله خلال العام والنصف الماضيين، وتجدر الإشارة إلى أن جميع المعدات الأمريكية باهظة الثمن.
ويستعدون الان في الجيش للقتال في جميع ساحات القتال، غزة، الضفة الغربية، الحدود الأردنية المشتعلة، سوريا، لبنان، اليمن، العراق، الساحة البحرية وخاصةً في إيران، ومن التحديات الرئيسية أن نطاقات عمليات الجيش، على بُعد 2000 كلم من إسرائيل، أصبحت أمرا روتيني.
كخطوة أولى، تطلب وزارة الامن والجيش من وزارة المالية تعويضًا ماليًا لجميع نفقات الحرب، وعلاوة على ذلك من المتوقع أن تُبنى الميزانية القادمة على دروس الحرب، الإيجابية والسلبية، ويتعلق هذا من بين أمور أخرى، بالإنتاج المحلي لمختلف أنواع الذخيرة، مما يتطلب تخصيص ميزانية لخطوط الإنتاج للعقد القادم.
من القضايا الملحة الأخرى البحرية الذي ركز في الماضي على حماية سواحل إسرائيل، ثم مياهها الاقتصادية، وشارك في الحرب الحالية في هجمات ضد الحوثيين في اليمن، ويصرّ قادة المؤسسة الامنية على ضرورة توسيع مساحة سطح دولة إسرائيل باستخدام سفن جديدة تحمل وسائل فتاكة للغاية إلى مسافات بعيدة جدًا.
بشكل عام يرى قادة المؤسسة الامنية والجيش والأجهزة الأمنية المختلفة، ضرورة تعزيز التعاون مع الدول الأجنبية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي تُعتبر "مضاعفات قوة" في القتال بشكل كبير، بالإضافة إلى ذلك ينبغي توسيع نطاق الأنشطة الفضائية، بالنظر إلى مداها وكثافتها العملياتية، وتعميق أدوات العمليات السرية، ومواصلة تقليص فجوات الحماية لدى المواطنين الإسرائيليين، الذين يُحرم الكثير منهم من مساحة محمية، وهذا الأسبوع على سبيل المثال تمت الموافقة على ميزانية قدرها 100 مليون شيكل لتجديد الملاجئ في المنطقة الوسطى.
وخلص مسؤول أمني كبير هذا الأسبوع إلى القول، "يجب على دولة إسرائيل العمل على ضمان قيام الجيش بقيادة المعركة، وان تدعم المؤسسة الأمنية، فنحن ملزمين بمفاجأة العدو في المرة القادمة أيضا.
ترجمة عطا صباح