أطراف الصفقة... متفائلون كثيراً... لماذا؟

 

 

 

مطرٌ من التصريحات المتفائلة بقرب إبرام الصفقة بين إسرائيل وحماس، أساس الصفقة هو مقترحات ويتكوف التي جرى عليها تعديلٌ لا يمسّ بجوهرها، أي أن وقف إطلاق النار لستين يوماً صار ممكناً، مع تبادلٍ محدودٍ كذلك، إلا أن إنهاء الحرب، ما يزال بعيداً. غير أن ما يمكن التفاهم عليه هو استثمار الستين يوماً للتفاوض دون ضماناتٍ من جانب أي طرفٍ لإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الشامل، والشروع في إعادة الإعمار كما تطالب حركة حماس.

الرئيس ترمب بحاجة لتزويد رصيده المتراجع في بنك الإنجازات بنجاحٍ في غزة، يساعده على مواصلة الترويج لنجاحه الملتبس والمشكوك فيه في إيران.

الوسطاء العرب بحاجةٍ للنجاح من أجل مواصلة الدور، بعد تعثر طويل الأمد أدى إلى تصاعد الحرب بدل إطفاء نارها، وتفاقم المجاعة وشح الإمدادات، وفي حال إتمام الصفقة التي يجري العمل عليها، فإن ستين يوماً من وقف النار ستكون كافيةً للبحث في وسائل تؤدي إلى الصفقة الأخيرة التي بعدها ربما تتاح فرصة لوقف الحرب بصورة نهائية.

نتنياهو يستعد للسفر إلى واشنطن، وقد أبلغ الأمريكيين بموافقته على الصفقة الأصلية "ويتكوف" مع التعديلات الطفيفة عليها، ومن خلال لقاءه الاحتفالي في البيت الأبيض، سوف يعمل على ضمان أن الصفقة التي ترضي الرئيس ترمب لن تكبّل يديه في سعيه لإحراز النصر المطلق، الذي وعد به وما يزال يواصل الحديث عنه.

حماس لا تملك ترف الوقت، أو من المفترض ذلك، وتدرك أن نتنياهو يواصل السعي لتحقيق أهدافه تحت النار، ومن خلال تهديده باحتلال الربع المتبقي من أراضي القطاع بما يعادل مئات الشهداء والجرحى في كل يوم، ولأن الصيغة المعدّلة للصفقة قطرية، فمن الصعب رفضها.

هذه هي حال الصفقة ومغزى التفاؤل المجمع عليه من جانب كل أطرافها، ولكن يظل الحذر قائماً من ظهور مفاجأة نسأل الله أن لا نراها هذه المرة.

 

 

 

Loading...