تصاعدت التصريحات الاعلامية الإسرائيلية بان سيكون هناك سلسلة اجتماعات امنية لمناقشة مستقبل الحرب، والخيار المفضل لدى نتنياهو إعادة احتلال كامل للقطاع، حيث عقدت جلسة امنية مصغرة شارك فيها كلاً من (نتنياهو، ووزير الجيش كاتس، ورئيس هيئة الأركان ايال زمير، ودريمر)، وسط تباين بالتقديرات ما بين المستوين السياسي والعسكري، وحول الخيارات المطروحة والمفضلة لدى مكونات المنظومة السياسية والأمنية والعسكرية في دولة إسرائيل.
واشارات أوساط إعلامية إسرائيلية بان الخيارات الثلاثة المطروحة على طاولة النقاش على النحو التالي اولاُ: توسيع العملية العسكرية في مدينة غزة وفي مخيمات الوسطى تمهيداُ الى احتلال كامل للقطاع وهذا بمثابة ان يسيطر ويدير جيش الاحتلال حياة أكثر من مليوني ونص المليون مواطن فلسطيني وهذا الخيار مدعوماً من قبل الوزيرين "بن غفير وسيمو يترش"، ولكن هذا الخيار يحمل محاذير عسكرية من قبل قيادة اركان الجيش التي قالت بانه ذلك سوف يهدد حياة الاسرى الإسرائيليين، ويوقع الجيش المنهك بحرب استنزاف قد تؤدي لتأكل قدراته القتالية بمواصلة حرب العصابات، وقال ايال زامير بان الحكومة الإسرائيلية تفتقد لرؤية استراتيجية.
ووصفت تقارير دقيقة لشبكة "سي ان ان " بان المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تعارض العملية العسكرية البرية في المناطق التي يعتقد ان الرهائن محتجزون فيها لان من شانه يعرضهم للخطر".
ثانياً: تطوير على مسار عملية عربان جدعون من خلال فرض حصار واسع على القطاع والقيام بعمليات حاسمة ومركزة على البنية العسكرية للمقاومة وزيادة الضغط العسكرية لإجبارها على الاستسلام لشروط دولة الاحتلال وهذا الخيار يدعمه قيادة اركان جيش الاحتلال والمؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية بمعزل عن موقف وزير الجيش كاتس الذي يؤدي خيار نتنياهو على طول الخط.
ثالثاً: وهو الذهاب الى صفقة تفضي الى تبادل الاسرى وانهاء الحرب وهذا ما يفضله الوسطاء العرب وعائلات الاسرى الإسرائيليين والمجتمع الدولي دون الولايات المتحدة الامريكية التي اشارت في أكثر من تصريح بان لديها خيارات أخرى لاسترداد الاسرى الإسرائيليين واما كل شي او لا شي في إشارة الى خطة شاملة ولم تفصح عن تفاصيلها.
ويرجح بان أصبح التوجه نحو احتلال شامل للقطاع بات هذا الخيار محسوماً بعد الضوء الأخضر الأمريكي للبدء في هذه العملية بعد فشل عربات جدعون بحسم المعركة فهل تنجح المعركة القادمة بتحقيق اهداف الحرب والنصر المطلق حسب مزاعم نتنياهو؟
مع انسحاب الوفد الأمريكي الإسرائيلي من الدوحة بالجولة الأخيرة من المفاوضات من اجل الوصول الى صفقة جزيئة مدتها 60 يوماً، بعد ما ارتفعت الترجيحات آنذاك ان الظروف أصبحت مهيئة لتوقيع الاتفاق وخاصة بعد ما أعلن المبعوث الأمريكي سيتيف ويتكوف بان قضايا ثلاث أنجزت وبقيت قضية واحدة عالقة يجرى تذوب وتقريب وجهات النظر حولها وان الوسطاء يبذلون جهود كبيرة لوضع اللماسات الأخيرة على الإطار العام للصفقة ومكوث الوفد الإسرائيلي في الدوحة ما يقارب 18 يوماً.
مع الانتهاء من العملية العسكرية المسمى "عربات جدعون" بعد ما حشد لها مكتب نتنياهو ورئيس الأركان ايال زامير والاعلام الإسرائيلي كل الإمكانيات من رأي عام إسرائيلي وإقناع للإدارة الامريكية والذي ضخم من نسبه نجاح اهداف العملية العسكرية، ولكن انتهت عملية "عربات جدعون" والتي أدت لخسائر في صفوف جيش الاحتلال لا يقل عن 40 قتيلاً وفشلت في تحقيق أهدافها، وبقيت احجار داوود تقارع القوات الغازية بالقطاع رغم فداحت المشاهد الموجعة لأهلنا بغزة من تجويع ومجازر ودمار لم تتوقف منذ أكثر من عشرين شهراً.
وامام هذه الاجتماعات الأمنية الإسرائيلية المتتالية التي سوف تحسم الساعة الأخيرة قرار توسيع الحرب على قطاع غزة خلال اجتماع الخميس القادم التي بدأت التسريبات الإعلامية القريبة من نتنياهو بان القرار حسم نحو إعادة احتلال القطاع رغم كل المحاذير التي ابدها الجيش الإسرائيلي والمخاطر التي قد تؤدي الى تعرض الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة للخطر ولكن هل بالفعل الضوء الأخضر الأمريكي اعطي لنتنياهو للاستمرار في تنفيذ رؤية اليمين الإسرائيلي بتهجير الشعب الفلسطيني من ارضيه وحسم الصراع نهائياً والى الابد وبذلك ينهي ملف الاسرى الإسرائيليين لدى المقاومة بتفعيل قانون هنيبعل بالساعة الأخيرة للحرب.