تدمير غزة وشراكة مقاولي الدم

 

 

 

بعد الاجتماع "العقاري" الذي تم في البيت الأبيض قبل أيّام، تحت رعاية الرئيس ترمب وبمشاركة صهره كوشنير وتوني بلير، عُقد اجتماعٌ أمس في تل أبيب حول ما وصف "بالتجديد العمراني"، شارك فيه وزير المالية سموتريتش الذي أعلن عن تقاسم أراضي غزة مع الولايات المتحدة، وأفصح عن أن مشروعاً بهذا الصدد مطروحٌ على طاولة الرئيس ترمب، واصفاً غزة بالغنيمة العقارية الضخمة، مضيفاً أن المرحلة الأولى أُنجزت بالهدم الشامل، وبعدها يجب أن نبني.

كان يمكن لهذا القول أن يسجل على حساب حملة سموتريتش الانتخابية بعد أن تبين له صعوبة اجتيازه نسبة الحسم في الانتخابات القادمة، ولكن توافقه مع اجتماع البيت الأبيض حول ذات الموضوع، يُظهر أن الأمر تجاوز الحملة ليصل إلى تفكير مشترك بشأن مستقبل غزة، يتبناه دعاة ريفييرا الشرق الأوسط، مع منفذي مجزرة غزة.

إن قدراً غير مسبوقٍ من اللاأخلاقية المشتركة بين سموتريتش الذي لا يختلف عن نتنياهو إلا في بعض المفردات، وبين ترمب الذي يقف على يمين سموتريتش بشأن غزة وحرب الإبادة عليها وتطلعاته المريضة باستثمار الجثث والدمار وعذابات شعب، في مشروعٍ عقاريٍ بائس، وحين يكتشف المقاول ترمب أن كلفة المشروع أعلى بكثيرٍ من حساباته وتقديراته، وأكثر بكثيرٍ من أرباحه المتخيلة، فسوف يدير ظهره وينسى كل ما قال عن الريفييرا ولا يبقى خلفه سوى الجثث والركام.

إن هذا الذي يجري هو الثمرة المرة والفاسدة لوجود مقاول أبراجٍ وكازينوهات على رأس قيادة العالم وفي موقع المقرر لمصائر دوله وشعوبه، وهذا الرجل يقف على يمين أسوأ حكومةٍ مرّت على إسرائيل منذ تأسيسها، ويتحمل معها العبء الأخلاقي لأفدح مجزرة في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

 

 

 

 

Loading...