من هي إسرائيل وما هي امكانياتها لتواجه العالم غير ابهه !!، نتنياهو الذي أرسله الله ثقته بإقامة إسرائيل الكبرى تجاوز الحدود وكثرت اللاءات، لا للهدنة ووقف لإطلاق النار، لا سلام بل استسلام تدمير غزة وترحيل أهلها ثم السيطرة على الضفة، مشروع التهجير محسوم وتم الاتفاق عليه مع الراعي الأمريكي، لا دولة هنا سوى إسرائيل، لا دولة فلسطينية وهي النقيض التاريخي لطبيعة الحركة الصهيونية وأهدافها، لا لاتفاق اوسلو والمفروض أن ينهي الصراع العربي الإسرائيلي، وحصار السلطة الفلسطينية يؤكد الخيبة بالرهان على الدور الأمريكي في تحقيق حلم الفلسطينيين بقيام دولتهم، لا لوادي عربة ولا لاتفاق كامب ديفيد ومصر المشروع القادم لإسرائيل وسد النهضة أول الغيث وتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر والأردن، لا مجال للرهان على أمريكا بعد فشلها في ادارة الصراع العربي الإسرائيلي واحتكاره منذ سنوات، ونحن بذروة الغباء حين لا ندرك العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، فلابد من بديل!.
ما جدوى القمم العربية والاسلامية وهي تقف عاجزة وغزة تحترق، والجوع ينخر بطون بمن تقطعت بهم السبل ناجون من تحت الركام أو فارين من الغارات في مكان لا تتوفر به أدنى مقومات العيش وظروف لا تمت بالإنسانية بصلة، فهل حركتهم الغارة الإسرائيلية في قلب قطر حيث تقيم أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة؟!، ما جدوى القواعد الأمريكية والأساطيل الأجنبية، هي لحماية العرب أم لحماية إسرائيل!!، وما حاجة هذه القمم بعد أن حمّل الضحية مسؤولية هذه الحرب والمجاعة، ربما قمة من مسلسل القمم بشعارات ومواقف سياسية لبناء اجماع دولي لنبذ العنف ووقف الحرب، بنتائج لا تعبر عن شيء سوى العجز وخيبة الأمل ممن تولوا أمرنا وأخيراً الاعتذار، مازلنا في الفلك الأمريكي كالمستجير من الرمضاء بالنار نطلق نداءات السلام ونتمسك بالمبادرة العربية للسلام رغم الأحداث التي مرت بنا، ما مصير الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ألم تقتل إسرائيل السوريين والعراقيين والمصريين واللبنانيين، آما آن الأوان لبناء استراتيجية عسكرية مشتركة عربية على الأقل، والخطر يلف المنطقة بأكملها, ما حاجة السعودية لبناء اتفاق دفاع مشترك مع الباكستان أين الأشقاء العرب، إلى متى يا عرب، فهل ننتظر التنبؤ الالهي بحجارة من سجيل لتزول إسرائيل!!.
مع تعرض قطاع غزة لغارات بوتيرة عالية جداً نتنياهو يضع المنطقة على حافة الخطر لن تنجو منها الا بموافقته على وقف الحرب، فأمن إسرائيل أمر غير قابل للتفاوض ولها حق الدفاع عن النفس، ولو اجتمع الانس والجن لفرض هدنة انسانية ووقف الحرب على غزة، نتنياهو لن يوقفها والحرب الاقليمية التي خطط لها ستذهب حتى النهاية ، لا بل الفيتو الأمريكي جاهز لمواجهة أي مشروع أممي بهذا الخصوص، وقد حقق ترمب وادارته في إسرائيل انجازات كبيرة وما ينبغي فعله وكأنه صهيوني ومن أشد الصهاينة تطرفاً وهذا ما أكده في حروب إسرائيل الدائرة حالياً في المنطقة، وما تصريح وزير خارجيته ماركو روبيو عن ضربة قطر الا تأكيد المؤكد "ما حدث قد حدث، ولن يغير من طبيعة علاقتنا مع الإسرائيليين" فإسرائيل هي أمريكا، زيارة حائط المبكى ما هو الا انتهاك صارخ للمقدسات ومستفز للفلسطينيين ومن يسأل!، جاءت زيارة روبيو للإشراف على سير العمليات الإسرائيلية ودعمها لمواجهة الضغوطات الدولية المتزايدة عليها بسبب غزة، تنسيق الجهود قبل اجتماع الجمعية العمومية الثلاثاء القادم والمفروض الاعتراف الأوربي والدولي بدولة فلسطينية تدعمها فرنسا والسعودية، وترفضها إسرائيل وأمريكا بما أن الدولة العظمى حامية إسرائيل وداعمة لتشددها وانكارها للحق الفلسطيني فإنها تدرك أن امكانيات التفاوض على دولة تبدو أمراً مستحيلاً ربما هكذا يكون الحلفاء، ولكن لماذا إسرائيل؟؟.
تبنى العلاقات الصهيوأمريكية على أبعاد تاريخية وثقافية ودينية تسبق قيام دولة إسرائيل لتعود بجذورها إلى هجرة المؤسسين الأوائل للعالم الجديد "أمريكا"، وبناء مستعمراتهم حاملين معهم مفاهيم وأساطير العهد القديم معتقدين أنهم "بنو إسرائيل" وأن العالم الجديد هو "أرض كنعان"، ويعتبر العامل الديني مؤثراً قوياً في تفسير متانة العلاقات بين الطرفين فالموروث الديني الأمريكي وفي جزء كبير منه يتشكل من الصهيونية منذ هجرة البيوريتان إلى العالم الجديد في القرن17، حاملين معهم العقائد التوراتية والعهد القديم، والبيوريتان هم أتباع حركة الاصلاح الديني البروتستانت التي ظهرت في أوروبا في القرن16 على يد مارتن لوثر، وقد تداخلت في هذه الحركة أساطير صهيونية وتوراتية مبنية على تراث العهد القديم، ونجحت في التغلغل في الداخل الأمريكي منذ انتقال مركز ثقل الحركة من بريطانيا إلى أمريكا، لطالما رأينا في وجوه وزراء الخارجية الأمريكية والبريطانية وجه آرثر بلفور الذي وعد بإنشاء وطن لليهود وضحايا الهولكست على أنقاض دولة فلسطين عام 1917، لذا ينظر الأمريكيون إلى إسرائيل على أنها شديدة الشبه بأمريكا، فهم يجدونها أمة مهاجرة ودولة مهاجرة، وملاذ المضطهدين، ونظاماً ديمقراطياً تظلله سيادة القانون، فما بالك بترمب مؤسس وداعم التطرف في أمريكا وأوروبا.
إسرائيل أو الخراب، الهاجس الأمريكي بدا واضحاً في محاولة انتشال إسرائيل من بين الأنقاض، فأمريكا هي وحدها تستطيع أن تفرض السلام "هي قوة كونية تملك الوسائل المادية والقدرة على التدخل السريع في كل مكان في زمن الأزمات"، ونتنياهو يرفض التطبيع والسلام، وما حاجته له طالما حقق ما يتمناه بالسطوة الإسرائيلية التي تجد الحماية والتشجيع من الامبراطورية الأمريكية، لا أحد قادر على لجم الجنون الإسرائيلي لا بل الجنون الأمريكي، وواشنطن المنخرطة في الحرب على غزة ما تزال تحشد المزيد من الجيوش والدفاعات الصاروخية وحاملات الطائرات في الشرق الأوسط براً وبحراً وجواً، دعم سياسي ولوجستي وكل ثقلها لضمان بقاء الدولة اليهودية وحماية أمنها ولو سقط العالم.
منطقتنا قد تغيرت فهل الدولة العبرية قادرة على استيعابها وتحقيق رؤيتها للشرق الأوسط بعدما أظهرت حرب غزة سقوطها الردعي والأخلاقي وحتى العسكري لولا الدعم الأمريكي والأوربي، إسرائيل خسرت الرأي العام العالمي الأمريكي وإلى حد بعيد الأوروبي تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين شبه يومية بالعالم في الجامعات والشوارع والمدن الأمريكية والأوروبية، دول تتمرد على الحظر في الاعتراف على الدولة الفلسطينية، فهذا يعني انقلاب الوضع الخارجي الذي كان دائماً في مصلحة إسرائيل، وعجز الادارة الأمريكية في توفير شبكة أمان دولية تستند إليها إسرائيل في حروبها لتبقى معلقة على الفيتو، فهل يأخذ نتنياهو بنصيحة وزير الثقافة الإسرائيلي عميحاي الياهو ويلقي القنبلة النووية على غزة لإزالة الفلسطينيين من القطاع لتنفيذ ما حملته له الآلهة؟!