مقالات مختارة

الجنرال أبو الوليد.. حضورٌ مستمر | زياد موسى

 

 

 

في ذكرى استشهاد القائد الوطني الكبير سعد صايل – أبو الوليد، نستحضر رجلاً لم يكن مجرد عسكري بارع، ولا قائداً ميدانياً عابراً، بل مدرسة كاملة في معنى الالتزام والوطنية الصادقة.

لقد اختار طريق النضال في زمنٍ كان فيه الانتماء للأرض والمبدأ أرفع من كل حساب شخصي، زمن لم يكن السلاح فيه تجارة ولا شعاراته وسيلة للتكسب أو الاستعراض، بل كان السلاح حملاً ثقيلاً لا يحمله إلا الأوفياء، ولا يوجه إلا في وجه الاحتلال.

أبو الوليد كان يؤمن أن البندقية بلا بوصلة تتحول إلى عبء على القضية، وأن الخنوع بلا مقاومة موت بطيء للشعب. لذلك صاغ معادلةً نادرة: شجاعة في القتال، وحكمة في القرار، وانضباط عسكري يرفع قيمة الإنسان قبل قيمة الرصاصة.

اليوم، ونحن نعيش زمناً مرتبكاً بين استسلامٍ يُسوَّق على أنه “واقعية”، وممارساتٍ عنيفة تُرتكب باسم المقاومة وهي أبعد ما تكون عن جوهرها، يبقى نموذج سعد صايل دليلاً حياً على أن النضال مسؤولية أخلاقية قبل أن يكون معركة. لقد علّمنا أن التضحية لا تكتمل إلا إذا كانت في سبيل حرية الناس وكرامتهم، لا في سبيل سلطةٍ أو فئةٍ أو شعارٍ أجوف.

رحم الله أبا الوليد، الذي غادر جسداً ولكن شمسه في كل ذكرى تضيء حقائق لمن يريد أن يرى في زمن العمى، رحل لكنه بقي رمزاً وميزاناً نقيس به معنى الوطنية الحقّة.

وفي حضرة ذكراه، ندرك أن الأوطان لا تحيا بالخنوع، ولا تُبنى بالفوضى، بل بالوعي والنضال الصادق الذي يجمع بين السلاح والعقل، بين الشجاعة والعدل، بين التضحية والانتماء.

غزة تباد يا أبا الوليد والبوصلة تائهة فمتى يجود الزمان علينا بمن يصوب البوصلة؟!!!

 

 

 

كلمات مفتاحية::
Loading...