.jpg)
حروب وخطط سلام "خطط استسلام" في الشرق الأوسط وشرق أوروبا، وحتى الآن لا سلام هنا أوهناك، بل حرب أمريكية وإسرائيلية على كل الجبهات، بعد سنة من محاولة ترمب للتهدئة خطة سلام ترمبية لأوكرانيا سجل فيها نصراً لواشنطن ونصراً لموسكو مع خسارة لأوكرانيا وخسارة لأوروبا بعد أن أكدت الوقائع أن الأمن الأوربي مرتبط بالأمن الأوكراني، فهل ترمب سيتخلى عن كل الحلفاء بهذه البساطة، حجم التنازلات الأوكرانية بدون أي تنازل من روسيا يشير إلى تأجيل الحرب وليس ايقافها ريثما تنتهي الحرب في الشرق الأوسط.
اذن المواجهة الكبرى بين روسيا والناتو مؤجلة، والآن أولوية أمريكا الاستقرار بالشرق الأوسط ورسم حدود إسرائيل الكبرى ألسنا في المراحل الأخيرة من تنفيذ الخطة التي بدأت منذ تأسيس إسرائيل عام 1948!!، نزع سلاح المقاومة "حماس وحزب الله" وهذا لن يتم بسهولة، كل الأطراف بالحرب ستستخدم كامل قوتها العسكرية أليست حرب وجودية؟!، وهنا تأتي خطة ترمب لتجميد الحرب في غزة، قوات دولية تحت مظلة أممية ستنزع سلاح حماس وتحقق هدف لم تستطع إسرائيل تحقيقه على مدى عاميين من الحرب، وفي لبنان ينتظر مشاركة الحكومة السورية لنزع سلاح حزب الله وإسرائيل تتولى الضربات الجوية، أليس حزب الله عدو مشترك؟!. حالياً إسرائيل تعمل على تأمين حدودها عبر سوريا ولبنان والضفة وغزة بشكل بطيء ودون اثارة اعلامية، حرب استنزاف من طرف واحد دون الرد من الطرف الأخر هذا ما نراه في الجبهات المحيطة ضمن ضربات محدودة وسريعة وليست موسعة ونشهد هذا التصعيد في الضفة وغزة وسوريا ولبنان، وكل الدلائل تشير إلى أن لا حرب كبرى ولا تهدئة، إنما "تصعيد مضبوط" إلى أن تدق الساعة.
المرحلة الجديدة من تنفيذ الخطة هي محاربة الاخوان المسلمين في دول الطوق بعد تصنيفها كمجموعات ارهابية ومحاصرتها، ما يحدث ليس صدفة وكله مخطط له بدقة، هجوم البيت الأبيض وقرارات ترمب بالتشديد على اللجوء والهجرة من دول العالم الثالث، فالفكر الاسلامي الذي يدعوا إلى محاربة إسرائيل يشكل خطر عليها وعلى دين أبراهام الجديد ويعيق الإسلام الأمريكي الجديد، مصر والأردن ستتولى محاربة هذا التنظيم، أما سوريا فإسرائيل تتولى ادارتها بعد أن منعت القوات السورية دخول الجنوب السوري، ثم لبنان بعد التمهيد لعملية واسعة "فهناك المئات من عناصر حماس سينضموا لحرب لبنان القادمة"، إسرائيل تشن هجمات تكتيكية على الجنوب بانتظار حسم سلاح حزب الله واذا حصل رد فعل من الحزب ستحصل مواجهات أوسع، والدولة اللبنانية عاجزة عن ضبط سلاح حزب الله.
إسرائيل تخطط لاستباحة الجنوب السوري واحتلاله فسوريا جزء من أرض إسرائيل الكبرى، كما تخطط توسيع المنطقة العازلة الذي سيمتد رويداً رويداً حتى أبواب دمشق وهذا جزء من الاستباحة للشرق الأوسط ككل، واذا حصل أي نوع من المقاومة من السوريين فستحدث مواجهات عسكرية، وهذا ما تسعى إليه إسرائيل لإجبار سوريا على التطبيع الغير مشروط بالضغط العسكري، وزيارة نتنياهو ووقوفه هناك والتقاط الصور هي عملية تخطيط لما قد يحدث هناك، اخراج المناطق الزراعية التابعة لقرى الجنوب وهي مصدر رزق سكانها سيؤدي إلى مقاومة للدفاع عن أرضهم 6 اصابات لجنود إسرائيليين بعد اطلاق النار عليهم في بيت جن لم يكن بالحسبان، وحركة طلائع الباشان التي تقتحم سوريا حالياً "مسميات توراتية" لمستوطنين متطرفين تكمل ما بدأته حكومتها بالضفة الغربية، حلم بن غفير وسموتريتش قد يتحقق بعد أن صوت الكنيست الإسرائيلي على ضم الضفة ودفن أي تسوية لإقامة دولة فلسطينية مع الحكومة الحالية، مواجهة مباشرة مع القانون الدولي لأن الضم القسري لأرض محتلة يعتبر جريمة حرب يفتح الباب لملاحقة قادتها بالمحاكم الدولية والسيادة ليست ورقة يوقعها أي محتل، السيادة لشعب على أرضه لن يقبل خضوعاً لمحتل.
إسرائيل تنفذ عمليات واسعة في الضفة الغربية غير منفصلة عن حروبها بالمنطقة مرحلة أولية من جولة تانية لحربها القادمة، ما يجري في الضفة الغربية من حيث التوقيت له ثلاث أهداف مركزية الأول هو تسريع تغييرات على الأرض وفرض هذه الوقائع منعاً لأي تسوية سياسية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية في المستقبل، الثاني أن المرحلة الأولى من اتفاق ترمب للسلام في نهايتها وهناك ضغوطات دولية للانتقال للمرحلة الثانية الأمر الذي لا تريده إسرائيل اطلاقاً وترى بذلك فقدان لأوراق جدية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولذلك تهرب للضفة لفتح هذا الباب بشكل أوسع للتعويض عما يجري في القطاع وابراز حالة الحرب الدائمة وخاصة أن الانتخابات الإسرائيلية على الأبواب وهو الهدف الثالث بمنع تفجير ملفات كبيرة في الداخل سواء باختراقات طوفان الأقصى أو لجنة التحقيق وملفات الفساد وتجنيد الحريدين والخلافات داخل الائتلاف الحاكم وغيرها، نتنياهو يريد أن يهرب إلى الأمام لبقاء ائتلافه وخلق مناخات مناسبة لإعادة انتخابه.
الاستباحة الإسرائيلية وزيادة العدوانية في المجتمع الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين والعرب ككل، هذه العقلية التي تكونت وتطورت في إسرائيل في السنتين الأخيرتين نتنياهو يستغل هذا الوضع، فهولا يعترف بالقوانين الدولية ولا بالتوازنات الدولية ولا بالشرعية الدولية وانما بتوازن القوى العسكري فالقوي هومن يفرض الأمور على أرض الواقع وهذا ما يتضح الآن ليس فقط على جبهة غزة والضفة الغربية وانما في الجنوب اللبناني والجنوب السوري، وإسرائيل تنتظر أي رد فعل لتشن حرب واسعة.
مرحلة خطيرة جداً قادمة، أمريكا الآن أكثر انقساماً من أي وقت مضى تنهار ببطؤ أزمة اقتصادية وتوترات سياسية يمين متطرف مسلح، يسار غاضب، وشعب فاقد الثقة بكل مؤسسات الدولة، وتغيرات عميقة في المجتمع الأمريكي والنخب مما يشكل ضغطاً على إسرائيل50% من مؤيدي الحزب الجمهوري يريدون حل للصراع واقامة دولة فلسطينية وهذا يشكل عائقاً كبيراً أمام ترمب، تغييرات جذرية في المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية الموقف الأوربي والمبادرة السعودية الفرنسية لحل الدولتين، والعالم أجمع الآن أن لا عودة إلى ادارة الصراع وانما السعي نحو تسوية دائمة تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية وهذا ما يخيف إسرائيل كثيراً ويقلقها، بانتظار توافق داخلي ووحدة وطنية وبناء مشروع متفق عليه لجميع القوى الفلسطينية الأمر الذي يشكل عائقاً لمواجهة الاستراتيجية الإسرائيلية، إسرائيل بدأت فكرة وستزول.