غزة.. بين ثلاثة خطوط الأحمر والأصفر والبرتقالي

تُكثر حركة حماس من القول بأن سلاحها خطٌ أحمر، لن تسمح بالمساس به ولن تسلمه إلا للدولة الفلسطينية حال قيامها، ونسأل الله أن تقوم الدولة قبل أن تُباد غزة.

وتقول إسرائيل إن الخط الأصفر هو الحدود الجديدة مع غزة، ولن تتزحزح عنه إلا إذا تحققت كل أهدافها من الحرب.

وهنالك خطٌ ثالث، هو خط الوسطاء البرتقالي الذي ما يزال يعمل بين الخطين.

وفق مبادرة ترمب غزة الآن تحت نفوذين، أصحاب الخط الأحمر مساحة نفوذهم رغم محدوديته، تقارب الخمسين بالمائة من مساحة القطاع، وأصحاب الخط الأصفر يسيطرون بالاحتلال البري المباشر على النصف الآخر ويسيطرون بالقدرات الجوية وكثافة النار على كل القطاع.

بين الخطين يتحرك الوسطاء وقبلتهم هذه المرة كما دائماً أمريكا، واليوم في ميامي سوف يجري لقاءٌ لا يُعرف رقمه مع رجل المهام المتعددة ويتكوف، وبعده بأيام سيتم اللقاء الأكثر فاعلية في فلوريدا حيث نتنياهو المتمترس عند مطلبين قد يتساهل قليلاً في الأول ولكنه لن يفعل ذلك بالنسبة للثاني.

الأول هو عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية قبل تسليم حماس للجثة الأخيرة، بينما حماس قلبت الأرض عدة مرات في البحث عنها ولم تجدها، ولكن إسرائيل تدعي بأن حماس أو الجهاد أو الاثنتين معاً تحتفظان بها للمساومة، وفي اللعبة الجارية الآن في غزة وعليها، تبدو جثة الشرطي المدفونة أو المحتجزة في غزة، أثمن جثة عرفها التاريخ، من حيث مكانتها في صنع السياسة أو تبرير الحرب.

أمّا المطلب الثاني لنتنياهو وهو تجريد حماس من سلاحها، ولكن بمظهرٍ يوفّر له تسويق نصرٍ مطلقٍ لإسرائيل، التي بدأت فيها وعلى نحوٍ مبكرٍ الحملة الانتخابية التي يرى نتنياهو فرصاً معقولةً لفوزه بها.

في ميامي محادثاتً مع ويتكوف يُعرف جدول أعمالها العربي والتركي، وهو معلنٌ وأساسه فتح مسارٍ للانتقال إلى المرحلة الثانية.

أمّا ويتكوف رجل المهمات المتعددة والخالية من الإنجازات الملموسة، فلديه ما يقول في هذا الشأن، ولكن ليس لديه ما يفعل قبل اللقاء المرتقب في فلوريدا مع نتنياهو، وإلى أن يتم هذا اللقاء وقد بقي عليه أيامٌ معدودات، سيبقى البرد والمطر وما تحمله المنخفضات المهلكة يقترب من غزة، حيث من لم يمت بالقصف يموت من البرد.

الأنظار كلها تشخص لترمب، وترمب بدوره ينتظر نتنياهو، وغزة تكابد ما بين الأصفر والأحمر والبرتقالي، إلى أجلٍ غير مسمى انتظاراً لمنخفضٍ مناخيٍ أقسى من المنخفضات الحربية والسياسية.

 

Loading...