رفضت حماس الطلب الإسرائيلي الذي قُدّم لها عن طريق الوسطاء، مبررةً رفضها بأنه طلبٌ تعجيزي.
وقد طرحت حماس موقفاً تراه إسرائيل تعجيزياً كذلك، والخلاصة حتى الآن أن غزة وقعت تحت تقاطع خطين أحمرين ومطلبين تعجيزيين، ما يؤدي تلقائياً إلى تواصل الحرب، إلى أن يزول أحد الخطين الأحمرين ويتغلب تعجيزٌ على الآخر، والحكم في هذه الحالة ليس للمنطق ولا لشهادة المراقبين ولا لعدالة الموقف، ولكنه كما كان منذ بداية الحرب للقدرة وليس لغيرها.
حماس تقيم موقفها على قاعدة التزامها باتفاقٍ انقلب واضعوه عليه، وتتمسك باتفاقٍ انتهت مفاعليه بحيث أصبح يشبه تداوله كتداول عملةٍ تم إلغاؤها، وبالتالي عاد الجميع إلى بديهية أن الذي يقرر هو القدرة وليس الموقف.
وفي هذه الحالة وإلى أن يُبتَّ في الأمر نهائياً، علينا أن نحصي كم اتسعت مساحة الدمار، وكم ازداد عدد القتلى.
نحن الآن حيال معادلة تقول.. إن الموقف الإسرائيلي الغاشم مسلحٌ بقوةٍ غاشمة، أمّا الموقف المقابل، فبين يديه رهائن استغنى أصحابهم عنهم، ولم يعد من مبررٍ للتجارة بهم غير إطالة أمد الحرب، وهذا ما يسعى إليه نتنياهو ويراهن عليه من أجل نجاته الشخصية من مسائلات قاتلة.
إسرائيل تشتعل بالتظاهرات والعرائض، وصاحب قرار الحرب فيها "دان من طين ودان من عجين" وحماس تراهن على قوة حالة الرهائن، بينما صاحب قرار الحرب يحتاج بقاءهم أحياءً أو أموات، لتبرير مواصلة حربه، وغزة وأهلها يعانون الأمرين بين الخطوط الحمر والأجندات التعجيزية، وليس لهم سوى الصراخ "بدنا نعيش".