مقالات مختارة

لا يمكن تقويض "حماس" قبل تحرير المخطوفين | آفي أشكنازي

 

 

 

من الصعب على المرء أن يصدق كيف تحولت الساحة الهامشية، الأقل قوة، في السنة والنصف الأخيرتين إلى المشكلة المركزية لإسرائيل، وكيف نجحت إسرائيل في أن تعالج بشكل جذري وصائب «حزب الله»، الذي كان التهديد المركزي لها.
نبدأ بلبنان: هاجم سلاح الجو، أول من أمس، مرتين «مخربين» اثنين من «حزب الله»، صفيا بهجوم مركز. في الأسبوع الماضي، هاجم سلاح الجو اكثر من 30 مرة في لبنان، حيث هاجم «مخربين» في مستويات قيادة ومراكز معلومات مختلفة، وهاجم جرافات وشاحنات، وأشار لـ»حزب الله» إلى أن إسرائيل حاليا لن تسمح بإعمار قرى التماس في جنوب لبنان. بالتوازي، هاجم سلاح الجو منصات إطلاق ومستودعات ذخيرة حاول «حزب الله» نقلها إلى جنوب لبنان.
في كل وقت تطير من فوق لبنان وسورية غير قليل من الطائرات، المُسيرات وطائرات التصوير وجمع المعلومات لسلاح الجو. الرقابة ليست فقط جوية، بل أيضا برية، من قبل وحدات جمع المعلومات والنشاط في قيادة المنطقة الجنوبية. «تستهدف هجماتنا في لبنان الإيضاح لـ(حزب الله) بأن ما كان لن يكون. إسرائيل مصممة على ألا تسمح لـ(حزب الله) بإعادة بناء نفسه. لن تسمح له بأن يكون تهديدا على إسرائيل بعامة وعلى بلدات الشمال بخاصة»، قال، هذا الأسبوع، ضابط كبير في قيادة المنطقة الشمالية.
أُتيحت أعمال الإحباط في لبنان في أعقاب إدارة صحيحة لحملة «سهام الشمال»، التي نجح فيها الجيش الإسرائيلي في أن يضرب ويهزم بشكل حاد وواضح «حزب الله»، وأدى إلى تفكيك المحور الشيعي الإيراني، بما في ذلك انهيار نظام الأسد في سورية؛ دولة المحور المركزية بين ايران ولبنان.
الوحدات التي قاتلت في لبنان هي الوحدات ذاتها التي قاتلت في غزة. الفرق بين لبنان وغزة بسيط. في لبنان عمل الجيش الإسرائيلي بشكل حر، بدون مخطوفين في ايدي «حزب الله»، لكن أيضا بدون ضغوط سياسية في داخل الحكومة.
في هذه اللحظة ليس لإسرائيل حقا خطة مرتبة بشأن غزة. أهداف الحرب ثلاثة، لكنّ كباراً في الجيش يقولون بشكل واضح، إن هدف الحملة في هذه اللحظة هو ممارسة الضغط على «حماس» لتحرير الـ 59 مخطوفا.
هذا حرج من ناحية تكتيكية لأجل استنفاد هدفي الحرب الإضافيين في المستقبل: الهزيمة العسكرية لـ»حماس» وهزيمة حكم «حماس». هذا يفهمه أيضا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، كما يفهمه أيضا وزير الدفاع إسرائيل كاتس.
هذا بالضبط هو السبب الذي يجعل إسرائيل تفضل تمديد العملية بهذه القوة، وعدم تجنيد فرق الاحتياط، وعدم الإلقاء بعموم الجيش داخل المعركة.
كانت جلسة «الكابينت»، أول من أمس، بمثابة تنفيس للأعضاء الذين لا يفهمون كيف أننا مع كل القوة العسكرية لا نرى المخطوفين.
السؤال هو هل سيفهمون في إسرائيل بأن المخطوفين يمكن إعادتهم ليس فقط بقوة عسكرية؟ الموضوع هو أن هدفي الحرب الآخرين يمكن تحقيقهما بالذات بسهولة عندما يكون الجيش الإسرائيلي محررا وحرا. عندها يمكنه أن يعمل بالضبط مثلما يعرف كيف يعمل: الكثير من القوة، الكثير من النار. من لا يصدق ذلك عليه ببساطة أن ينظر شمالا ليرى أن هذا ممكن.

عن «معاريف»

 

 

 

Loading...