هذا هو الحال، إذا ما نظرنا للأمر من زاوية الوقف المؤقت لإطلاق النار، والإفراج الجزئي عن عدد من المحتجزين، ويبدو أن تفاهماً قد نضج حول هذا الأمر، خصوصاً بعد أن تمت الموافقة على مقترح ستيف ويتكوف بشأن التبادل، دون الموافقة على شرط حماس القطعي والحاسم بإنهاء الحرب، مقابل الإفراج عن جميع المحتجزين، لقاء هدنةٍ طويلة الأمد.
التفاؤل بشأن التطور الإيجابي بخصوص الصفقة، يبدو في غير محله بل إن التشاؤم هو سيد الموقف، وذلك بحكم تمسك كل طرفٍ من أطراف القتال بالحد الأقصى لما يريد.
إسرائيل وإن رغبت باستعادة ولو مخطوف واحد، وحتى كل المخطوفين، إلا أنها وما دام الثنائي نتنياهو وديرمر هم أصحاب القرار الإسرائيلي في هذا الشأن، فمواصلة الحرب بالنسبة لهما، شريان الحياة الوحيد لبقائهما في السلطة ولاحتمالات تحسين أوضاعهما الانتخابية، بعد التراجع الخطير في وضع ائتلافهما وتضائل فرصه في تجديد الولاية بعد الانتخابات القادمة.
لهذا يقال في إسرائيل إذا وافقت حماس على إطلاق سراح جميع المحتجزين فلن يغير ذلك من أجندة نتنياهو، بما يعني أن مواصلة الحرب هو الغاية وليس الوسيلة!
أمّا حماس، فما هو معروضٌ عليها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، هو الاستسلام، وشرط نتنياهو وديرمر أن يكون مهيناً كتسليم السلاح ومغادرة القادة والكوادر قطاع غزة بصورة نهائية وبلا عودة، وهذا ما لم ولن تقبله حماس.
والإسرائيليون لا مانع لديهم من أن تتم صفقة وقف إطلاق النار والتبادل ولا مانع لديهم بأن تتكرر حتى لا تبقى في غزة رهينة على قيد الحياة أو جثة واحدة، ذلك كله مشروطٌ باستسلام حماس دون قيد أو شرط، حتى لو استمر القتال والاحتلال سنة على الأقل، كما أفصح عن ذلك ديرمر في آخر تصريح له.
الحالة بصورتها الراهنة يصدق عليها وصف إميل حبيبي رحمه الله بالمتشائلة.. والتشاؤم فيها أكثر رجحاناً من التفاؤل.. ولنرى.