اتخذ المجلس الوزاري المصغّر "الكابينت" قراراتٍ تكتيكيةٍ واستراتيجيةٍ بشأن الحرب على غزة في المرحلة الراهنة.
التكتيكية: إعطاء فرصةٍ لتنفيذ مبادرة ويتكوف بشأن وقفٍ مؤقتٍ لإطلاق النار، مقابل الإفراج عن نصف المحتجزين من الأحياء، وعددٍ من الجثامين.
والتكتيكية كذلك، الموافقة على إدخال عددٍ محدودٍ من شاحنات الإغاثة، على أن تقوم شركات أمريكية بتوزيعها لضمان عدم وصولها إلى حماس.
والتكتيكية كذلك، إرجاء عملية توسيع مساحة العمليات العسكرية في غزة، إلى ما بعد انتهاء زيارة ترمب لدول الخليج، المقررة أن تبدأ بعد أيامٍ قليلة.
أمّا الاستراتيجية، فهو حصول نتنياهو على موافقةٍ جماعيةٍ من جانب أعضاء الكابينت بمواصلة استدعاء الاحتياط، لشن هجومٍ شاملٍ يوصف بالنهائي على غزة، وسوف يتم ذلك وفق خطط رئيس الأركان إيال زامير التي تم إقرارها.
التكتيكي والاستراتيجي وفق روزنامة نتنياهو، يصبّان في استمرار الحرب الشاملة على غزة، ومجاملة الأمريكيين في أمر إرجاء التصعيد الميداني، إلى حين انتهاء زيارة ترمب للخليج، وتأمين اتفاقات مع الشركات التي ستتولى توزيع المساعدات القليلة أصلاً، تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
لا يعدم نتنياهو الدوافع والتبريرات للتحكم بوتيرة الحرب والمفاوضات والقرارات التكتيكة والاستراتيجية، فها هو يتهم قطر بتحريض حماس على التشدد، ولن يوفر فرصة استغلال الصاروخ الحوثي الذي انفجر في محيط مطار بن غوريون، بحيث يجري الآن البحث في أمر الرد عليه في الوقت والكيفية المناسبة كما قال نتنياهو.
المهم في الأمر كله، أن استمرار الحرب بحدٍ أدنى مدته سنة، هو أساس القرارات التي أقرّها الكابينت، وكان قد صرّح بها الوزير الأقرب لنتنياهو وأمريكا ديرمر.
هذه هي روزنامة نتنياهو بطبعتها الأخيرة، والصمت الأمريكي عليها هو أقرب إلى التواطؤ منه إلى قبول الأمر الواقع، والأيام القادمة ستكشف ما هو أكثر.