مفاوضات بالنار وليس تحت النار

 

وصلت الحرب في قطاع غزة إلى اللحظة الحرجة والفاصلة، تنفيذ العملية البرية الإسرائيلية التي تعني تنفيذ التهجير بكل ما يعني ذلك كمتغير إستراتيجي سياسي أو الذهاب لصفقة تنهي بطريقة أو بأخرى هذه الحرب المجنونة.

أمريكا لم تضغط بما يكفي لإنهاء الحرب لهذا كان الموقف الإسرائيلي المراوحة والمناورة. لا يوجد ضغوط عربية كافية لتفعيل الضغط الأمريكي على إسرائيل، ما زال ترمب يتطلع إلى قطاع غزة كصفقة عقارية، ويقيّم دوره في إنهاء الحرب بالربح الذي يحققه من تلك الصفقة. والأهم أن ترمب استطاع أن يفصل بين تطورات الأحداث في الإقليم وبين الحرب في قطاع غزة، انسحب بطريقةٍ لائقةٍ من الصراع مع الحوثيين، دخل في مفاوضات جادةٍ لإيجاد سبيل للتعاطي مع إيران، وبالتالي أصبحت أمريكا خارج دائرة التورط في حروب في الإقليم وهذا جعل الصراع في غزة بدون آثار جانبية أو تفاعلات قد تضر بالوضع الأمريكي.

الآن الأمور تسير في سياق مختلف تماماً، صفقة توقف الحرب دون تهجير أو تعميق الحرب لتصل إلى التهجير؟!!!! لا أحد يمتلك الإجابة، حتى إسرائيل نفسها تعيش أزمة السؤال، فحتى استمرار الحرب وتعمقها لا قناعة يقينية أنها ستؤدي للتهجير، مصر تقف سداً منيعاً أمام التهجير، لا وجود لدول أخرى تقبل تهجير ملايين إليها وإن وجدت بعض الدول فهذه تقبل بأعداد دون عشرات الالاف، إضافة لما قد تسبب من آثار وارتدادات على إسرائيل حال إقدامها على ذلك، وفوق هذا وذاك التقديرات المتفاوتة بالخسائر البشرية الإسرائيلية في حال استمرار الحرب.

السيناريو الأرجح إيصال الوضع إلى حافة الهاوية، مفاوضات بالنار وليس تحت النار، أقصى حد من تنازلات من حماس وأكثر لمكاسب إسرائيلية ولكن دون تهجير لنصل إلى اتفاق قابل إسرائيلياً لتجاوزه على مدار الوقت كما هو الحال في لبنان.

 

 

Loading...