خلال الثماني وأربعين ساعة الماضية، انهمرت علينا سيولٌ من التصريحات المتفائلة، باحتمالاتٍ قويةٍ لنجاح صفقة التبادل، والذين أطلقوا هذه السيول علينا هم الرئيس دونالد ترمب، الذي لم يتوقف يوماً عن تبشيرنا بالنجاح في رؤية مقدماتٍ لوقف الحرب على غزة، والناطقون باسم حماس من جانبهم لا يقصرون في القول إن الأمور قريبةٌ من النجاح، أمّا إسرائيل فبالأمس دخل بنيامين نتنياهو على الخط ليقول، إمّا الليلة أو الليلة القادمة سنسمع أخباراً مفرحةً بشأن غزة، والمقصود هنا الرهائن.
هذا الذي نسمع منذ فترةٍ طويلة، يدخل في إطار لعبةٍ مزدوجةٍ تمارسها كل الأطراف المتوغلة في حالة غزة، فالمرونة والإيجابية ضرورةٌ للإعلام، والتشدد والتشبث بالمواقف ضروريٌ لغرف المفاوضات.
وفي هذه الحالة، على المواطن أن يسمع كل التناقضات في ساعةٍ واحدة.
حقيقة الذي يجري نأخذها من الواقع، وما يجري على الأرض، وليس من التصريحات والتسريبات، والواقع يقول، إن نتنياهو رجل الحرب الأول في غزة ماضٍ في خططه ولا مرونة يتحلى بها، إلا ببعض لغة يصدّرها لذوي المحتجزين.
أمّا ترمب فالرجل دائم التفاؤل في كل ما يقول وكل ما يفعل، حتى لو ظهرت ألف قرينة على أن تفاؤله ليس في محله.
أمّا حماس فهي تبدي مرونةً عاليةً في التعاطي مع الطروحات، ولكنها تربط هذه المرونة بمفردة "لكن... شريطة أن" التي تنسف كل ما قبلها.
في هذه الحالة دعونا لا نذهب بعيداً في التوقعات والاستنتاجات، وأن لا نصدق أن تطوراً حدث، ليس حين يُعلن وإنما حين نرى مفاعليه على الأرض وحتى الآن لا نرى شيئاً.