لنفترض أن الرئيس دونالد ترمب راغبٌ فعلاً في وقف الحرب على غزة، ليسطّر إنجازاً في ملف شهوره الأولى في البيت الأبيض، الخالية حتى الآن من أي إنجاز.
إلا اننا في الواقع نسمع منه بشائر وقف الحرب، دون أن نرى غير تصاعدها، واتساعها وارتفاع عديد ضحاياها، ليس في غزة فقط وإنما في أوكرانيا كذلك.
أمّا نتنياهو الذي سيدخل اليوم أصعب أيام حياته، حيث الاستجواب المضاد الذي ستبدأه النيابة العامة حول قضايا الفساد، والذي ينطوي على قرائن إدانته، فلن يكون له من مهربٍ سوى الحرب، التي استخدمها خلال شهور المحاكمة الأولى كذريعةٍ وكساترٍ سياسي، يلوذ به، وهذا ما يحتاجه بشدة، وهو يواجه الاستجواب المضاد، المختلف كثيراً عن استجوابات محاميه، التي هدفت إلى تحسين وضعه وإخراجه من التهم ولو من خلال الاستخدام السياسي الذي لن ينفع هذه المرة مع النيابة العامة.
غزة الآن، وبعد سحب الوفد الإسرائيلي المفاوض من الدوحة، وخفوت صوت ترمب، الذي لم يتوقف عن زفّ البشائر بنجاحه، على طريقة ترقبوا أخباراً سارة اليوم أو غداً.
غزة ما تزال تحت النار، ولا أخبار سارة، وكل ما استطاع ترمب فعله هو تخدير العالم بعبارات التفاؤل وانتظار البشائر.
الوقائع على الأرض، وفي غزة بالذات، وحتى في أوكرانيا، ينطبق عليها القول، نسمع جعجعة ولا نرى غير طحنٍ متزايدٍ في الحروب التي وعد ترمب بإنهائها، هذا هو الحال في عهده، وهذا هو مصير بشائره المنهمرة مع القذائف على رأس غزة وأوكرانيا.
أخيراً نتوجه بسؤال.. هل هنالك من نجاحٍ واحدٍ حققه ترمب في وقف الحروب؟