مقالات مختارة

استغلال الجرح... جشعٌ في ظلّ الحصار | وسيم المغاري

 

 

 

بينما تُدكّ البيوت وتُزهق الأرواح في فلسطين، يرفعُ بعضُ "تجّار الجوع" رؤوسهم، مستغلين الظرف المأساوي ليغرفوا الذهبَ من دمع المحاصرين. إنه جشعٌ يُضاعف الألم، ويطعن الصمودَ في الظهر.

يحتكرون القوتَ من دقيقٍ ودواءٍ وماء، فيرفعون الأسعارَ إلى عنان السماء، كأنّ حياةَ الجياع سلعةٌ في مزاد. وينتشر السوقُ السوداءُ كسرطانٍ ينهش جسدَ المجتمع، بينما تُباعُ المساعداتُ الإنسانيةُ في زوايا الظلام، وتُستنزفُ مدخراتُ الأسر اليائسة.

هذا الوباءُ ينمو في ظلّ انهيار الرقابة، وشُحّ الإمداد، ولهاث الناس خلف لقمةٍ تُبقي أطفالَهم أحياء. فتتضاعفُ المعاناةُ: جوعٌ يتبع القصف، وإفقارٌ يزيد النازحينَ عوزاً، وتتآكلُ الثقةُ والنسيجُ الاجتماعي.

مواجهةُ هذا الداء تتطلب:

يقظةَ المجتمع: بمقاطعة المستغلين ودعم الأمين.

صرامةَ المؤسسات: في الرقابة وتأمين توزيع عادل.

صحوةَ الضمير: تذكيراً بأنّ استغلالَ الجوعى في زمن الحرب، من الكبائر التي تُظلمُ بها السماء.

ففي فلسطينَ، حيث يُسكبُ الدمُ دفاعاً عن الأرض والحياة، يكونُ جشعُ المستفيدين من الجراح خنجرَ غدرٍ في خاصرة الإنسانية. مقاومةُ هذا الظلمِ ليست خياراً، بل جزءٌ من معركة الكرامة.

 

 

 

كلمات مفتاحية::
Loading...