عقيدة بيغن... و"اوبرا " نتنياهو – ترامب!!

 

 

 

منذ بداية حياته السياسية  عام 1988  يبحث نتنياهو عن الشهرة والظهور"  الفنتازي " على الطريقة الاميركية ، ويبدو ان عمله في مجال الدعاية والتسويق الذي بداه  في  ( شركة Rim Industries ) في نيويورك  اثر بشكل كبير على نمط تفكيره وسلوكه العام حيث بات مولعا في الترويج وخبيرا فيه  مما اكسبه  " مهارات المبالغة  " لدرجة الاعتياد على  " الكذب وابهار الجمهور"  بطريقة عرضه للأمور ، ومبكرا اصيب بمرض نفسي هو " النرجسية " حيث بات لا يؤمن الا بما يؤمن به نتنياهو علاوة على الغرور المقرون بالعناد  ، وهو المرض الذي انفجر بصورة لا محدودة بعد فوزه لأول مرة عام 1996 برئاسة الحكومة  ، وازداد اكثر بعد توليه   للمرة الثانية عام 2009 رئاسة الحكومة  واستمر فيها عمليا الى يومنا هذا .

يشعر نتنياهو انه ليس " ملك اسرائيل " كما يحب ان يُطلق عليه، بل يشعر انه هو من يحرك العالم وقالها صراحة انه يريد تغيير شكل العالم وليس الشرق الاوسط فقط.

لم يعمل نتنياهو مع مناحيم بيغن واعتقد انه لم يلتقيه  قط ولكنه كان تلميذا نجيبا لاحد ابرز الشخصيات المقربة من بيغن الا وهو موشيه ارينز الذي شغل منصب وزير الحرب في دولة الاحتلال لمرات عديدة وكان مقربا جدا من بيغن ، وارينز هذا  كان من المؤمنين تماما بعقيدة بيغن وكان محرضا قويا وهو في منصبه سفيرا لدولة الاحتلال  في واشنطن عام 1981 من اجل ضرب مفاعل تموز العراقي في العملية التي عرفت  باسم " اوبرا  "، وارينز هو من تولى رعاية نتنياهو السياسية ومنحه اول منصب كنائب له في سفارة اسرائيل بواشنطن عام 1982  ثم دعمه ليكون سفيرا للاحتلال في الامم المتحدة من عام 1984 الى عام 1988 كما دعمه ليكون عضوا في الكنيست عن الليكود .

قمت بسرد كل ذلك للربط بين تأثير عقيدة بيغن وعضيده موشي ارينز على شخصية نتنياهو الذي

نجح في “توريط " واشنطن اليوم بحرب لم تكن اصلا موجودة ولا على اجندة اي ادارة من الادارات الاميركية منذ عام 1948، ولهذا التوريط اسباب عديدة من أبرزها:

اولا: التوافق الشخصي بين ترامب ونتنياهو والعقلية التي تجمع الاثنين الا وهي العقلية التي لا تؤمن الا بمبدأ القوة وتقديسها في العمل السياسي واعتبارها هي القادرة على صناعة الصفقات.

ثانيا: العقيدة " الإنجليكية " التي يؤمن بها ترامب والتي تسمى " المسيحية الصهيونية " والتي تؤمن بضرورة دعم اسرائيل بكل سبل القوة وذلك من اجل الاسراع " بعودة السيد المسيح " الى الارض حيث حصل ترامب على حوالي 30 مليون صوت انجيلي في الانتخابات التي جرت نهاية العام الماضي من أصل 77 مليون صوت اي بنسبة اقتربت من 39 % من مجمل الاصوات التي حصل عليها ترامب، وعمليا كان الإنجيلين البيض هم الذين اوصلوا ترامب الى البيت الابيض في فترة رئاسته الاولى.

ثالثا: الاجواء الداخلية الاميركية سواء داخل الادارة او داخل مجلس الامن القومي الاميركي الداعمة بشدة لتوجيه الضربة الاميركية للمفاعلات الايرانية وبخاصة مفاعل فوردو في مدينة قم، فهي تركيبة يمينية متطرفة واغلبها شخصيات مؤيدة بلا حدود لإسرائيل، غير ان الملفت وحسب تقارير اميركية عديدة ان نائب الرئيس جي دي فانس (كاثوليكي) وليس بروتستانتيا كان معارضا باعتدال لفكرة الضربة ولا يعتبر انها ضرورية باي حال من الاحوال الا ان ترامب تجاهله وتجاهل رايه.

والسؤال المهم المطروح حاليا، كيف سيكون الرد الايراني وما هي طبيعته؟؟

وفي الجواب على السؤال:

•   لا اعتقد ان إيران ستقوم باستهداف القواعد الاميركية في دول الخليج العربي لكيلا تستعدى محيطها في الخليج، ولكن الاحتمال الارجح ان تحرك أذرعها اي المليشيات التابعة لها لضرب المصالح الاميركية في العراق وسوريا بصورة خاصة.

•   تحريك الحوثيين (أنصار الله) للعودة وبقوة لضرب السفن التجارية الاميركية والعسكرية في البحر الاحمر، وقد تلجأ الى تفخيخ خليج هرمز.

•   ومن ناحية سياسية قد تنسحب من الوكالة النووية للطاقة الذرية لان الوكالة لم تقم بالوقوف معها في معركتها السياسية في مواجهة اميركا واسرائيل وهما الدولتان اللتان تملكان اسلحة نووية ولم يوقعا على اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية.

في اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي المفاجئ على إيران اسميت هذه الحرب في لقاء مع احدى الفضائيات بان هذه الحرب هي حرب نتنياهو وها هي الوقائع كلها تدعم هذا الراي.

 

 

 

Loading...