ما سُرق من أموال يكفي لتعليم البقر الرقص والغناء والمسرح، لكنه غير كافٍ لتعليم الحمير محبة الوطن. "زياد الرحباني".
ما يعنيني في زياد الرحباني ليس ما قاله في السياسة؛ لأنه لم يكن يومًا في موقع القيادة أو القرار. ولمن ليس في هذا الموقع أن يقول ما يشاء، فرأيه لا يقتل ولا يدمر ولا يؤدي إلى الحروب.
يكفيه أن يكتب وتغني فيروز لصبحي الجيز أغنية "صبحي الجيز". كان صبحي عامل تنظيفات ضمن فريق عمال التنظيفات في بلدية بيروت أثناء الحرب. وكان زياد يراه يوميًا، ثم اختفى. وبسؤاله عنه، عرف أنه استشهد.
إذا سألته عن الوطن، تراه عنده حنين، "عندي حنين". وإذا سألته عن الحب، تراه نسي النوم، "حبيتك تنسيت النوم". وحين وثق بمشروع الوطن، "عندي ثقة فيك"، رأى أنها "مش قصة هاي". فبعث برسائله إلى أن ضاق خلقه، "ضاق خلقي"، فلم يرَ إلا أن يقول: "سلملي عليه"، ويعود إلى "العود الرنان". والناس وهم ينتظرون... كاند انتظارهم "عهدير البوسطة" هدير القصف وويلات الحروب... ولا زلنا ننتظر: "نطرونا كتير"