بعد زيارة الساعات الخمس التي أدّاها المبعوث الأمريكي ويتكوف لغزة، وبعد إعلانه المُستغرب من قِبل العالم كله، الذي قال فيه إنه لا توجد مجاعة في غزة.
بعد ذلك دار حديثٌ على نطاقٍ واسع، عن تفاهمٍ مع نتنياهو حول خطة أمريكية جديدة، تقضي بالإفراج عن جميع المحتجزين دفعةً واحدة، وتسليم حماس لسلاحها، وإقامة إدارةٍ عربيةٍ دولية، تحت قيادةٍ أمريكيةٍ للقطاع.
الخطة الأمريكية حال الشروع في تطبيقها سوف تغير صيغة الدور الأمريكي المتعارف عليه في الحرب، من وسيطٍ إلى ما هو فوق الشريك، أي العرّاب المعلن لكل ما سيحدث بشأن غزة.
أمريكا وفق خطتها المشتركة مع إسرائيل، سوف تكون رسمياً وفعلياً الطرف المباشر الذي يجب أن يجري التفاوض معه، ليس من قبل حماس وحدها، وإنما من قبل الوسطاء، الذين سيواصلون عملهم وأمامهم صيغةٌ أمريكيةٌ جديدة، لا صلة لها بكل الصيغ القديمة كالصفقات الجزئية التي تم بعضها، ولم يعد ممكناً إعادة العمل بها.
حماس أعلنت موقفاً لا مجال فيه للتفاوض، فهي متمسكة بسلاحها إلى حين قيام الدولة الفلسطينية، معتمدةً على أن القانون الدولي يقف إلى جانبها في هذه المسألة بالذات، ويقابل هذا الموقف إصرارٌ أمريكيٌ إسرائيليٌ مشترك على مواصلة الحرب، بما في ذلك توسيع نطاقها لتشمل احتلال غزة كلها، مع محاولة تخليص المحتجزين بالقوة.
الخطة الأمريكية الجديدة، وضعت مؤشراتٍ حول اليوم التالي، فأمريكا من سيتولى إدارة عملية إعادة الإعمار الضخمة، والآخرون إقليمياً ودولياً سوف يكونوا مساعدين، وكلٌ حسب إمكاناته وقدراته.
في أيامٍ قليلةٍ وربما غداً سوف تتضح الأمور، وذلك باتخاذ القرار العسكري الذي يجري بحثه الآن لما يمكن اعتباره المرحلة الأخيرة للحرب، فهل تفلح هذه الخطة الجديدة في حسم الأمور عسكرياً على الأرض وسياسياً فيما يتصل باليوم التالي؟
الجواب بيد حماس التي ما تزال هي المفاوض والمقاتل في الميدان، وقرارها هو المؤثر سلباً أو إيجاباً في اللعبة الشاملة.