اللعبة الداخلية في إسرائيل لا أسرار فيها، إذ تُمارس على الهواء مباشرةً، وأحد عناوينها المثيرة هو الاختلاف بين المستوى السياسي وأداته العسكرية فيما يتصل بغزة.
الصخب الهائل الذي انتشر حول هذا الاختلاف، يحتمل أن يكون بعضه حقيقي، وبعضه الآخر للخداع والتضليل، وفي كل الحروب يحدث أمرٌ كهذا ويصعب التفريق فيه بين الحقيقي وبين التضليل.
الحقيقي في حالة الخلاف بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، هو حول من يتحمل مسؤولية الفشل حال عدم تمكن الجيش من حسم الأمور، وفق أجندة المستوى السياسي الذي يقوده جملة وتفصيلاً بنيامين نتنياهو.
الحقيقة الدائمة هي أن الكلمة العليا والأخيرة هي للمستوى السياسي، أمّا مساحة الاعتراض العسكري فلا بد وأن تتلاشى كلياً عندما يحسم المستوى السياسي قراره، وساعتها ما على العسكري إلا الامتثال والتنفيذ.
ربما تكون هنالك تسوية للخلاف، بأن يتوصل الطرفان إلى حلٍ وسط، وهو إعطاء الجيش مساحةً واسعةً لانتقاء تموضعه وأهدافه، والذي يجري الحديث عنه هو التدرج في توسيع نطاق الاحتلال، بانتقائيةٍ تقررها حركة الجيش في الميدان، وهذا ما يُفترض أن يُبت في القرار السياسي الذي سيتخذ اليوم أو غداً.
إذاً... الحرب مستمرة بوتائر يقررها الميدان، والمجاعة متعاظمة ما دام العالم يواصل عجزه عن تقديم حلول ناجعةٍ لها.
قرار نتنياهو أن يحارب إلى ما لا نهاية، لعله يجد ما يؤهله لمواصلة القيادة في هذه المرحلة وما بعدها.