حاكم غزة القادم!!!

 

 

 

حينما تلتقي الوقاحة مع الاستفزاز تنتج الشطط السياسي أو حاكم غزة.

من المخجل والمعيب والمهين، لغزة العظيمة، وأهلها من سلالة نبي الصابرين أيوب، أن يجري التعامل معها، وكأنه لا أحد فيها، ولا أوزان لدماء شهدائها وأوجاع جرحاها، وعذابات مُجوّعيها ومهجريها، وفاقدي الأحباء والدور والأرزاق والفرص في حياة شبه طبيعية، نيابة عن أمة كاملة، مع تجاهل تام لشرعياتها الوطنية، وحضور رجالاتها الأشداء، من مناضلين وقادة سياسيين، وكوادر علمية ومهنية وتخصصية عالية المستوى، وأن يجري الحديث عنهم "بأهل غزة" كطرف ثالث، دون مخاطبتهم بالشعب الفلسطيني، الذي حافظ على هوية فلسطين كلها، بعد النكبة.

على أي حال، الظهور على صدر صفحات والشاشات العبرية، لا تعطي شرعية لحاكم، ولا تستميل محكوما مفترضا، وشرعياتنا الفلسطينية المتعارف عليها، هي شرعية الانتخابات، وإن تأخرت فالشرعية الكفاحية، أو الشرعية التوافقية، أما الصحافة العبرية وضخها الممنهج، فإنها تنزع كل غطاء شرعي، ولا تضعه على كتف أحد.

لقد قدمت بريطانيا نفسها، كوصي على الشعب الفلسطيني، دون أن يطلب منها أحد الوصاية، بحجة مساعدة السكان، وبناء المؤسسات، تحت لافتة إدارة مؤقتة، دون أن تسميه احتلالا، وذلك بعد أن حصلت على صك الانتداب، من عصبة الأمم، عام 1922م، واعتبرت في حينه، أن أبناء الشعب الفلسطيني غير مؤهلين لحكم أنفسهم، بخياراتهم، وهكذا بدأ الاحتلال البريطاني، بصيغته الاستعمارية القاسية، وبتحكم شامل في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

كان أول حاكم بريطاني لفلسطين، في فترة الانتداب السوداء، هو هربرت صموئيل، الذي بدأ ممارسة مهامه تحت اسم المندوب السامي، ليكون الممثل الأعلى للواقع الجديد، والمسؤول عن سياسة الانتداب، التي أفرزت بعد ربع قرن إسرائيل التي نرى اليوم.

يبدو أن الاستخفاف بالشعب الفلسطيني، وإرادته السياسية، يعاد انتاجه من جديد، وهذه المرة تحت مسمى الحاكم الذي يخاطب الشعب الفلسطيني، عبر صفحات وشاشات عبرية، وهكذا الأدوات عند بداية المخططات المشوهة. غير أن الاستفزاز يبلغ منتهاه الآن، عند الإدراك أنه لا عصبة أمم ولا أمم متحدة، قد أعطت شرعية للانتداب المجسد في حاكم بإرادة استعمارية، من أسمائه القديمة المندوب السامي، وذريعته أو نقطة قوته الآن، قوله؛ أنهم قد قالوا لي وقلت لهم، وكأن لا أحد هناك، وكأن غزة التي صارت حديث العالم، وجرس إيقاظ ضميره، وأيقونة كل الحالمين بالكرامة والحرية، ستقبل بالنطيحة أو ما أكل السبع.

 

 

 

كلمات مفتاحية::
Loading...