خطاب نتنياهو وائتلافه... انحدارٌ إلى الدرك الأسفل

 

 

 

بنيامين نتنياهو صاحب نظرية "النصر المطلق"، ومقرر عمليات عربات جدعون 1 وعربات جدعون 2، بعد أن نفّذ مذابح السنتين في غزة، ودمّر كل فرصةٍ لوقفها.

نتنياهو بعد أن فعل ذلك كله دخل طوراً جديداًَ في حياته السياسية، يبدو فيها بوضوحٍ شديد، فاقد اللياقة السياسية، واللباقة في مخاطبته لزعماء العالم الذين سيعترفون بالدولة الفلسطينية، واصفاً إياهم بالجبناء والضعفاء، والواقعين تحت ابتزاز الإسلام السياسي، مهدداً إياهم جميعاً بعقابٍ قاسٍ، لا يستثني منه فرنسا ولا بريطانيا ولا كندا.

وقد ذهب إلى ما هو أسوأ من ذلك حين خاطب الرأي العام في إسرائيل بأن الدولة العبرية، تتحول إلى إسبارطة عظمى، جرّاء وقوعها تحت حصارٍ سياسيٍ واقتصاديٍ وتسليحي، وليس أمامها من مخرجٍ إلا الاعتماد على الذات!.

قوبلت تصريحاته "الإسبارطية" بسخريةٍ مريرةٍ من قِبل قطاعات واسعة من الرأي العام، ذلك أن الرجل الذي سوّق الانتصار المطلق كأمرٍ في متناول اليد، ومنذ الأيام الأولى لحرب السنتين، يعترف بفشلٍ فادحٍ ليس في التشخيص فقط، وإنما بطرح مخارج "انتحارية" من واقعٍ يزداد قتامةً ومرارة.

ليس نتنياهو وحده من فقد التوازن في الخطاب الخارجي والداخلي، بل معه وزير دفاعه الذي يجلس وراء حاسوبه ويتفرج على الأبراج الفارغة التي يقوم الجيش بتدميرها، ويعمم صورها على وسائل الإعلام متباهياً بأن الإطاحة بأبراج غزة هو إنجازه الاستثنائي الذي سيقود إلى شعار رئيسه نتنياهو "النصر المطلق".

ولو توقفت الأمور عند هذا الحد، لقلنا إن الرجل يخوض حرباً نفسيةً وفق سذاجته المعهودة، ولكن إعلانه بالأمس بأنه سوف يرفع العلم الإسرائيلي في سماء صنعاء، فهذا يقطع بأن الجنون تجاوز كل مدىً، وكأن السيطرة على الشرق الأوسط من رفح إلى باب المندب هو في متناول يد مدمر البنايات الفارغة، وقرارات رئيسه "الإسبارطي".

أدق وصفٍ لخطاب نتنياهو ووزير دفاعه، ودولة إسرائيل في عهده وعهدته، ما جاء في افتتاحية صحيفة هآرتس، وهذا مقتطفٌ مختصر منه.

"حقيقةً إن مثل هذا الخطاب يدل على الدرك الأسفل الأخلاقي والسياسي والقانوني، الذي تتدهور إليه إسرائيل بقيادة حكومة الرعب الحالية".

وما قالته هآرتس في افتتاحيتها يعتبر قولاً مخففاً عن ما هو دارجٌ في الصحافة الإسرائيلية، مثل القول.. "إننا تحت زعامة منظومة جريمة تسيطر، والقانون لا ينطبق عليها".

 

 

 

Loading...