وجهان ليومٍ واحد... عرسٌ وتأبين!

اليوم سوف يُسجّل في التاريخ كيومٍ درامي له وجهان، الأول عرسٌ زاهرٌ لترمب الذي نسب لنفسه إنجاز وقف النار على غزة، وإتمام عملية إعادة المحتجزين الإسرائيليين إلى ذوييهم وقد وافق العالم على أن يكون هو عريس الاثنين في الكنيست وفي شرم الشيخ.

أمّا الوجه الآخر فهو حفل تأبينٍ ووداعٍ لنصر نتنياهو المطلق ولشطحاته الجنونية بتسيّده الشرق الأوسط، وتنصيب إسرائيل بقيادته حاكمةً عليه، بحيث تكون حدود امبراطوريته أينما وصل طيران إسرائيل وقصف.

ما يلي العرس والتأبين يتوقف على سلوك الرئيس ترمب، ومن هنا تبدأ حكاية شرم الشيخ التي حضر فيها العالم كله ليس فقط للاحتفاء بالرجل الذي أنجز المرحلة الأولى من اتفاق غزة، وإنما تشجيعا له كي يغير رؤيته للشرق الأوسط على أنه ليس إسرائيل وحدها، وإنما منطقةً هامةً فيها قضيةٌ هامة هي القضية الفلسطينية، ولن يدخل التاريخ لا هو ولا غيره كبطلٍ حقيقي إلا إذا تمكن من حل هذه القضية، ليس على طريقة صفقة القرن التي ماتت في مهدها، وإنما على طريقة العالم الذي أجمع على إقامة دولةٍ حقيقيةٍ لشعبٍ حقيقي هو الشعب الفلسطيني.

يُفترض أن تكون زيارة ترمب للمنطقة نهايةً لمهازل الضم والتهجير وسرقة حقوق الشعب الفلسطيني المادية والمعنوية، التي أوشك الرئيس ترمب على اعتمادها كسياسةٍ يعبر عنها سفيره "المتخلف" هاكابي، التوأم الثالث لبن غفير وسموتريتش.

اليوم هو يوم البدايات، يوم الخطوات الأولى على الطريق الطويل، وفي "مسار" نكتفي بهذه العجالة وسوف نتحدث أكثر بعد أن نستمع لخطابي ترمب في الكنيست وشرم الشيخ، لنقوم بتحليلهما والتوصل إلى مؤشرات سياسيةٍ تنطلق منهما.

 

Loading...