
ما أن يُذكر اسم زهران ممداني في إسرائيل حتى تبدأ ملطمةٌ على ما حدث في نيويورك، تلك المدينة العملاقة التي كانت تسمى تل أبيب الثانية.
مقترحاتٌ عديدةٌ يجري تداولها لمعالجة صدمة نيويورك، ولكن الأكثر سذاجةً فيما يُتداول، أن المشكلة تكمن في ضعف الإعلام والعلاقات العامة الإسرائيلية في أمريكا.
أمّا العلاج فتم التوافق على رصد موازنةٍ إضافيةٍ للعمل الإعلامي ليعيد نيويورك إلى إسرائيليتها القديمة وأمريكا إلى صهيونيتها.
الحقيقة تقول إنه في نيويورك بالذات يتسيّد الإعلام الصهيوني الساحة الصحافية والإذاعية والتلفزيونية، أمّا العلاقات العامة فالمؤسسات الصهيونية هي الأكثر انتشاراً وفاعلية في جميع مؤسسات وولايات الدولة العظمى، إلا إذا كانت الإيباك مثلاً غيّرت هويتها وخفّضت موازناتها وتحوّلت إلى لا سامية!
حكاية إسرائيل وانحسار الولاء التلقائي لها في أمريكا وفي العالم كله أساسه إسرائيل نفسها، إذ دخلت حرب الإبادة على غزة كل بيت ودخلت جرائم المستوطنين بالصوت والصورة ليس إلى البيوت فقط وإنما إلى الكونجرس والجامعات والمنتديات، وحين يرى المواطن الأمريكي جثامين الأطفال مصفوفةً في العراء بأكفانٍ ومن دون أكفان، فهل يُتوقع أن يصفق الأمريكيون للمشهد المؤلم، أو أن يبسطوا على الجثامين علم الولايات المتحدة؟ المسألة ليست كم ستنفق إسرائيل على حملات العلاقات العامة، ولكن المسألة هي في إسرائيل ذاتها التي اعتنقت الحرب وفق تعبير نتنياهو الذي قال فيه: "إن إسرائيل يجب أن تظل واقفةً على سلاحها إلى الأبد".
المواطن الأمريكي بدأ يدرك أنه هو وحده من يدفع تكاليف حروبٍ لا ناقة له فيها ولا جمل.